المملكة العربية السعودية- ريادة عالمية في النقل والخدمات اللوجستية

المؤلف: علي مكي10.01.2025
المملكة العربية السعودية- ريادة عالمية في النقل والخدمات اللوجستية

تتبوأ المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة كإحدى الدول الرائدة عالميًا في مجال النقل والخدمات اللوجستية، إذ تواصل بجد تنفيذ استراتيجيات طموحة تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة. وقد تجسدت هذه المساعي في الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي أطلقها سمو ولي العهد في عام 2021، والتي تهدف إلى إحداث تحول نوعي وجذري في القطاع، وتعزيز موقع المملكة كمركز لوجستي عالمي حيوي يربط بين قارات العالم. وبفضل الرؤية الثاقبة للمملكة، شهد قطاع النقل والخدمات اللوجستية تطورات هائلة، تمثلت في تطوير البنية التحتية بشكل شامل، وتعزيز الربط الجوي والبحري بكفاءة عالية، واستقطاب كبرى الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال، بالإضافة إلى تحديث الأنظمة والتشريعات والقوانين بهدف تحفيز وجذب المزيد من الاستثمارات. وتشير الإحصائيات والأرقام الحديثة إلى حجم التطور والتقدم السريع الذي يشهده القطاع، حيث حققت المملكة تقدمًا ملحوظًا في المؤشرات العالمية ذات الصلة، وطموحها بلوغ قائمة أفضل 10 دول عالميًا في مؤشر أداء الخدمات اللوجستية بحلول عام 2033. وقد حقق قطاع الطيران السعودي نموًا ملحوظًا وإنجازات باهرة في عام 2024، حيث: • بلغ عدد المسافرين رقمًا قياسيًا قدره 128 مليون مسافر، مسجلاً نموًا بنسبة 15% مقارنة بعام 2023، و25% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة. • ارتفع عدد الرحلات الجوية بشكل كبير ليصل إلى 905 آلاف رحلة، تتضمن 474 ألف رحلة داخلية و431 ألف رحلة دولية. • ازداد عدد الوجهات الدولية التي يتم الوصول إليها من 99 وجهة إلى 172 وجهة حول العالم. • تحسن ترتيب المملكة في مؤشر الربط الجوي العالمي ليقفز من المرتبة 24 إلى المرتبة 18 وفقًا لتقرير IATA. • سجل الشحن الجوي نموًا ملحوظًا بنسبة 34%، ليصل إلى 1.2 مليون طن سنويًا. وتم الإعلان مؤخرًا عن السياسة الاقتصادية لقطاع الطيران، واعتماد اللوائح الاقتصادية للمطارات والخدمات الأرضية والشحن الجوي، مما يسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية. أما قطاع النقل البحري فيُعد بمثابة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد السعودي المتين، وشهد تطورًا ملحوظًا ونقلة نوعية هائلة، من أبرزها: • إدراج ثلاثة موانئ سعودية ضمن قائمة أكبر 100 ميناء على مستوى العالم؛ وفقًا لتصنيف «لويدز». • تقدم المملكة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية ليبلغ 241.8 درجة مقارنة بـ211.5 درجة في عام 2019. • زيادة ملحوظة في نسبة استخدام الموانئ من 50% إلى 71%. • إبرام عقود استثمارية ضخمة بقيمة 28 مليار ريال سعودي لتطوير ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك عبدالعزيز. • ارتفاع كبير في حجم الطلب على السفن التجارية المصنّعة محليًا بنسبة 60% مقارنة بـ0% في عام 2019. • وصول الطاقة الاستيعابية لميناء جدة الإسلامي إلى 11.5 مليون حاوية سنويًا، بزيادة قدرها 30% مقارنة بعام 2019. كما أولت المملكة اهتمامًا بالغًا بتطوير قطاع السكك الحديدية ليكون أكثر كفاءة وفاعلية واستدامة، وذلك من خلال: • زيادة أطوال شبكة السكك الحديدية لتصل إلى 5,249 كيلومترًا مقارنة بـ4,020 كيلومترًا في عام 2019. • ارتفاع حجم البضائع المنقولة عبر السكك الحديدية إلى 70.2 مليون طن/‏كم، مقارنة بـ15 مليون طن/‏ كم في عام 2019. • إطلاق مشروع سكة حديد الدمام - الجبيل، الذي يهدف إلى ربط المناطق الصناعية وتعزيز حركة البضائع. • تشغيل القطار الخليجي بهدف تعزيز الربط والتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي. • زيادة عدد الركاب الذين يستخدمون السكك الحديدية من 2.9 مليون إلى 11.6 مليون مسافر سنويًا. أيضاً، استمرت المملكة في الاستثمار بكثافة في تطوير شبكة الطرق، وقد حققت الإنجازات التالية: • احتلت المملكة المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر ترابط الطرق، مما يعكس جودة البنية التحتية وكفاءتها. • تقدمت إلى المركز الرابع عالميًا في مؤشر جودة البنية التحتية ضمن دول مجموعة العشرين، مما يؤكد التزام المملكة بالتميز في هذا المجال. • انخفاض ملحوظ في معدل وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%، من 28.8 إلى 13.2 وفاة لكل 100,000 نسمة، وذلك بفضل الجهود المبذولة لتحسين السلامة المرورية. • ارتفاع ملحوظ في معدل الانضباط في مشاريع إنشاء الطرق من 40% في عام 2017 إلى 95% في عام 2024، مما يعكس التزام المملكة بالجودة والكفاءة. • تنفيذ مشاريع طموحة لرفع كفاءة الطرق الداخلية وربط المدن، مما أدى إلى تقليل الازدحام المروري وتحسين كفاءة التنقل بشكل عام. وشهد قطاع النقل بالحافلات توسعًا ملحوظًا في إطار تعزيز النقل العام وتوفير خيارات تنقل مستدامة للمواطنين والمقيمين: • تم توسيع نطاق خدمات النقل بالحافلات لتشمل عددًا أكبر من المدن والمحافظات، حيث ارتفع العدد من 113 إلى 216 مدينة ومحافظة. • تشغيل مشاريع جديدة وحديثة للنقل العام بالحافلات في 15 مدينة ومحافظة، مما يعزز التغطية والوصول إلى مختلف المناطق. • تحرير سوق النقل بالحافلات بهدف تعزيز المنافسة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين. • توطين قطاع النقل الموجه، مما أتاح فرصًا وظيفية مجدية بعوائد تصل إلى 1.4 مليار ريال سعودي سنويًا. يُعد قطاع النقل والخدمات اللوجستية من القطاعات الواعدة في خلق فرص عمل مستدامة، حيث: • ارتفع عدد العاملين في القطاع بشكل ملحوظ ليصل إلى 593 ألف موظف في عام 2024، مقارنة بـ241.4 ألف موظف في عام 2019. • تضاعف عدد السعوديين العاملين في القطاع خلال فترة وجيزة لا تتجاوز خمس سنوات، مما يعكس الجهود المبذولة لتوطين الوظائف. • تضاعفت مشاركة المرأة السعودية في القطاع لتصل إلى 30% من إجمالي العاملين السعوديين، مما يؤكد على جهود تمكين المرأة وتعزيز دورها الحيوي في التنمية الاقتصادية. وبتأثير الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، شهدت الخدمات اللوجستية في المملكة تسارعًا ملحوظًا في وتيرة النمو، حيث: • حققت المملكة تقدمًا ملحوظًا في مؤشر أداء الخدمات اللوجستية الصادر عن البنك الدولي، مما يعكس التحسن المستمر في هذا المجال. • استقطبت المملكة شركات عالمية كبرى مثل ميرسك، وأبل، وDHL، وكارجولوكس للاستثمار في القطاع اللوجستي، مما يعزز مكانتها كمركز لوجستي إقليمي وعالمي. • إطلاق 23 مركزًا لوجستيًا متطورًا في مختلف مناطق المملكة، بهدف توفير بنية تحتية متكاملة للخدمات اللوجستية. • افتتاح أول منطقة اقتصادية خاصة متكاملة في مطار الرياض، مما يوفر بيئة جاذبة للاستثمارات في قطاع الطيران والخدمات اللوجستية. • إنشاء النافذة اللوجستية الموحدة لتسهيل الإجراءات التجارية وتبسيطها، وتحسين كفاءة العمليات اللوجستية بشكل عام. أخيرًا: من خلال رؤية المملكة 2030 الطموحة، أثبت قطاع النقل والخدمات اللوجستية قدرته الفائقة على مواجهة الأزمات العالمية، مثل جائحة كورونا وتحديات البحر الأحمر، حيث استمرت حركة الصادرات والواردات دون تأثر، بل سجلت نموًا ملحوظًا بنسبة 9% عبر الموانئ و30% عبر الشحن الجوي. إن هذه الإنجازات الكبرى تجعل من المملكة نموذجًا عالميًا يحتذى به في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجستية، وتسهم بشكل فعال في تحقيق مستهدفات التحول الاقتصادي، وترسيخ مكانتها كمركز لوجستي عالمي حيوي يربط بين قارات العالم ويسهل حركة التجارة الدولية. شكرًا جزيلاً لوزارة النقل على جهودها المميزة، وشكرًا خاصًا لمعالي وزير النقل المهندس صالح الجاسر على قيادته الرشيدة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة